من الصعب على أي كان أن يقوم بتقديم نفسه في عدد من الكلمات، وقد تكون الكلمة هي الأصعب على الإطلاق، فعندما نقوم بفعل الكتابة نعري جزءاً من أرواحنا لا يمكن كشفه بأي طريقة أخرى، وهنا وفي هذا اليوم أقوم بكشف نفسي لكم، بروح مجردة من كل شيء سوى ذاتها.
اليوم حيث يحتفل الكثيرون بأول أيام عيد الفطر السعيد، بعد بضعة أيام من دخولي في العقد الرابع من العمرـ بعد أن أتممت الثلاثين – وهو السن الذي لم أرغب به البتة – قررت أن يكون موعد إعلاني عن البدء في البوح لكل من أراد أن يقرأ، هنا ستجدونني بدون أقنعة ولا حواجز، لا لشيء لكن لاعتقادي الراسخ بأن على كل منا أن يخرج للعلن في أحد الأيام، وهكذا كان.
في البدء كانت الكلمة، والنهاية هو الصمت. وأن تتكلم هو الفارق الأساسي بين أن تكون موجوداً أو أن تموت، الحياة كلمةـ والمواقف كلمة، من كلمة خلقنا، ومن كلماتنا نخلق عالماً آخر أو نستمر في حيواتنا البائسة. والآن أصبحت روحي كلمة.
وكما الحياة والموت، من الصعب علي أن أتوقف عن الكلام عندما ابتدأت، فالكلام روح والصمت موت، ولكن لا بد لنا من يوم نتوقف فيه عن الحياة وأن نصمت. وهنا في هذه المدونة سأكون حياً قدر ما استطعت، ما دام يمكن ذلك. وكما يبدأ الصغار المشي بخطوات متعثرة، هنا ابدأ مسيري الطويل، وكما يتعلم الأطفال الحياة ممن حولهم، فإنني أنظر لكم طالباً النصح، فإن العالم هو المعلم الأكبر، وكلنا نستطيع أن نكون ذوو شأن في جزء ما.
مروا برفق يا رفاق فإنما هذه أرواحنا التي تنظرون إليها.