عندما أصبح العامل رقاص ساعة.

اليوم صباحاً، لا أستطيع أن أملأ صدري بالهواء، أضلاعي مرضوضة إثر السعال الشديد في اليومين السابقين، لكنني أقوم لأستحم وأرتدي ثيابي وأخرج نحو الوظيفة التي لا أحبها، لا يمكنني الغياب لهذا اليوم، هناك أمور لا يستطيع غيري فعلها -وهذا كذب- حيث أن مهامي لهذا اليوم متطابقة تماما مع مهام موظفين آخرين يتشاركان معي نفس المسؤولية ولكن لتخصصات مختلفة -لكنه يبقى نفس العمل- ولو أنني متّ لن يتوقف العمل ولن تؤجل مواعيد الاجتماعات والمقابلات للتخصصات التي تقع تحت مسؤوليتي، أنا هنا قابل للاستبدال بكل بساطة، يمكن لأي قرد تم تدريبه لستة اشهر القيام بما يوازي الثمانين بالمئة من العمل الروتيني الذي نقوم به.
إذن لم أذهب إلى العمل في هذه الحالة؟، ما هو الدافع الذي يجبرني على القيام من فراشي بأضلاع موجوعة، ورئة متعبة، وأنف محتقن، ورغبة منعدمة في العمل. ذاهبا كمن يساق إلى مقصلة، إلى وظيفة لا معنى لها، في منظومة كاملة مبنية على اللامعنى.

يمتلك الموظفون مدراء، يمتلك المدراء مدراء آخرون، تمتلكنا جميعا المنظومة، كلنا أدوات تافهة تعمل بشكل غبي لإنتاج ادوات تافهة أخرى، كل منا عبارة عن ترس أو رقاص(بندول) بسيط يعيد نفس العمل البسيط بشكل متكرر، ويتم تحويل عمله من ترس آخر إلى شكل آخر لنصل للنتيجة النهائية وهي الدوران حول أنفسنا لدورة كاملة تساوي يوما كاملا في هذا العالم الممل، لا يمكنك كبندول من إدراك أو معرفة أثر العمل الذي تقوم به على المنظومة، يمتلك المدير وظيفة وحيدة، أن يحافظ على احساسك بأنك مهم، أن يخرج أول كل ساعة من باب مكتبه المكيف، ويصرخ:”كوكو، كوكو” ليستمر البندول والتروس والعقارب في حركاتهم التوافقية البسيطة، لا يمكنك أن تأخذ إجازة طويلة، من سوف يقوم بالعمل؟. سوف ننهار بدونك، يجب علينا أن نهتم بمصلحة المؤسسة، أنت مهم، هل ينقصك شيء ما، طلبت لك علاوة لكن الإدارة العليا لم توافق، إننا نمر في أزمة، يجب أن نجتاز الأزمة سوياً، يجب أن نكبر سوياً، سوف نتقدم معاً، وكل الجمل التي أصبحنا جميعا نعلم أنها بلا معنى، هم يكبرون وحدهم، نحن رقاصات ساعة ميكانيكة ذات كوخ في أعلاها يخرج منه طائر صغير أول كل ساعة ليقول لنا :”كوكو”.

نحن نعمل بشكل ميكانيكي، بدون إدراك لنتائج هذا العمل أو قيمته الإنتاجية النهائية، إنهم يخبرونك بأنك مهم، بأنه لا يمكن الاستغناء عنك، يخبرونك بأنهم يحتاجونك، لكنهم يخبرون ذلك للجميع من حولك، لكنك تشاهدهم يتخلصون من أي شخص لا يقوم بالعمل بالغباء الكافي، بالدقة الكافية، بالخضوع الكافي ليضمن استمرار عمل المنظومة، المنظومة التي تنتج المزيد والمزيد من المال لأصحاب رأس المال، هذا المال(القيمة) الناتج عن عمل الكثير من الموظفين، بشكل تلقائي ومستمر، بدون إدراك لقيمة العمل نفسه، بهدوء وصمت، يشعر كل منهم بلا جدوى ما يعمل، يأخذ كل منهم مبلغا دوريا من المال، يشعر أنه أكبر من قيمة عمله -حيث أنه لا ينتج الكثير حسبما يرى- هو يعيد نفس العمل بشكل متكرر، لا يحتاج للتفكير أو الإبداع، لا يحتاج لحل المشاكل، عمله هو أن يستمر في العمل نفسه، كل يوم، كل ساعة، إلى الأبد أو إلى أن يبلغ الستين من عمره -أيهما سبق- يتقاضى الموظف هذا المبلغ المحسوب بشكل دقيق لكي لا يؤدي به إلى الإحساس بأنه جزء من الطبقة الدنيا في المجتمع، هو موظف مرموق، يرتدي بدلة وربطة عنق، يقود مركبة جيدة، يحلم أن يقود واحدة أحدث منها في المستقبل، ولذلك يجب عليه أن يعمل أكثر، لينتج أكثر من أجل رأس المال، من أجل السيد الذي يملكه. في الطبيعة توجد تلك الحشرة المدعوة بالمن، تتغذى حشرة المن على أوراق الأشجار، يقوم النمل بحمل المن، نقله بين الأشجار، حمايته، ومن ثم يعود به إلى البيت، ليداعب بمجساته مؤخرة حشرة المن، لتقوم بافراز سائل سكري شبيه بالعسل، يتغذى عليه النمل، وعندما تتوقف الحشرة عن افراز هذا السائل اللذيذ، يقوم النمل بأكل الحشرة نفسها، التي كان يداعبها في اليوم الماضي، حيث أنها فقدت فائدتها بالنسبة له. تتجلى فائدة الموظف بالنسبة لرأس المال بأنه حشرة تفرز له السكر وتتغذى على الورق، وعندما تتوقف هذه الحشرة عن افراز مادته المفضلة، سيقوم بقضم رأسها وامتصاص روحها منها وتركها كغلاف فارغ مرمي بجانب المستعمرة.

يعرف كل من قام بزرع شجرة في يوم من الأيام، أو بأي عمل منتج بشكل مباشر، بأن قيمة العمل تتجلى في كون القيمة الناتجة عنه قابلة للقياس، قد تكون هذه القيم مادية أو معنوية في كثير من الأحيان، لكن ما يميزها في كل الحالات هو أن الشخص الذي يبذل الجهد العضلي أو العقلي المحتاج لهما العمل يستطيع أن يشاهد أو يستنتج قيمة العمل المبذول، وبالتالي فإن شعوره بالسعادة المنبعث من كونه عضو منتج في هذا المجتمع -أو العالم- سيتزايد بشكل طردي بالتناسب مع حجم العمل المبذول ونتائجه الملحوظة. في المقابل قد قامت المنظومة الرأسمالية للعمل بفصل العمل عن النتيجة، وذلك لخلق نوع من القيمة الوهمية للأجر مقارنة بالعمل، والذي أدى بالتالي لشعور العامل بأنه يأخذ ما لا يستحق، ويبذل جهده في ما لا ينفع، مما يؤدي لتعمق شعور الفرد في اللاجدوى من وجوده الفردي في المجتمع، وعليه يصبح ذهابه اليومي إلى العمل أشبه بجره إلى حبل المشنقة، والتي قد تبدو له في كثير من الأحيان خيار أفضل من هذا المسير اليومي إلى اللاشيء.

تؤدي حالة التحول من العمل بصورته الأولية -من زراعة وصناعة بسيطة وحرف- إلى صورته الحديثة -وظائف تقليدية في بنى مؤسسية ضخمة- إلى تعمق شعور الإنسان بإنعدام قيمته الذاتية وذلك كنتيجة طبيعية لفقده إدراكه بالنتيجة المباشرة أو القريبة لجهده المبذول، تتزايد هذه المشاعر السلبية حدة كلما زاد الفساد في المنظومة الإدارية التابع لها حدة، حيث أن نشر تقارير الأرباح والإنجازات وتقارير متابعة الخطط السنوية للمؤسسات تزيد من شعور الموظف بقيمة جهده المبذول -على الرغم من أنها لن تغير في واقعه- لكن من الممكن ملاحظة أن الموظفين في المؤسسات الأقل فساداً أكثر اعتزازاً بوظائفهم، وأكثر إجتماعية وسعادة مقارنة بأمثالهم في مؤسسات فاسدة. يؤدي تفشي هذه المشاعر السلبية في صفوف الموظفين، وتشكيل الموظفين للنسبة العليا من المجتمع، إلى ظهور مشاكل نفسية كثيرة جديدة على المجتمع، حيث أنك لم تكن تسمع بهذه المشاكل النفسية قبل تحول المنظومة إلى مدنيتها الحالية. تعتبر هذه المشاكل النفسية الجديدة مجالات إضافية لتسويق المنتجات المرتبطة بها حيث أن المنظومة الرأسمالية هي أفضل من يقوم بإعادة استثمار القيمة المنفقة على مكوناتها الفرعية.

في النهاية، ولأنني كاتب ملول، تقوم المنظومة على الحفاظ على حالة من الغباء الإجتماعي والإبداعي لدى الموظفين -المستعبدين- لديها، وهذا يتطلب منها الحفاظ على مسافة كافية بين الموظف والقيمة المنتجة من قبله والذي سيحافظ على احساسه بانعدام قيمة العمل الذي يقوم فيه، وبالتالي سيحافظ على شعوره الدائم بعدم الاستحقاق ومحافظته على نوع من الرضى السلبي في ما يحصل عليه، وهو ما سيحافظ عليه في حالة اللافعل -اللاثورة- الدائمة، والحفاظ عليه في صفوف المدافعين عن المنظومة حيث أنه يعتقد أنه في حالة انهيار المنظومة ستتناقص حصته من الانتاج لما يساوي حصته الحقيقية وهي الاقل -حسبما يعتقد- من حصته المستحقة. لكن في الواقع فإن قيمته الإنتاجية تفوق بكثير ما يحصل عليه، وهو ما يفسر القيمة المتراكمة في رأس المال والآتية من مجموع هوامش القيم للاعمال الفردية.
الشعور الدائم بعدم الإستحقاق لدى الأفراد المنصهرون في بوتقة المنظومة هو شعور منتشر يتجاوز الوظيفة والعمل وينتقل إلى شعور الشخص بعدم استحقاقه لأي شيء، وبالتالي يبدأ من المعاناة في علاقاته الاجتماعية والإنسانية، حيث أن شعوره الدائم بلا جدواه يؤدي لانخفاض تقديره الذاتي لنفسه وتفسير كل شيء آخر بصور قيمية مستنبطة من وجوده ونشوءه في هذه المنظومة الرأسمالية المعقدة والتي تؤدي بالمجتمعات إلى انسلاخ الروابط التاريخية والاجتماعية بين افرادها، واتجاههم الدائم نحو الانعزال والفردانية، وهو ما يودي بالمجتمع الى تفككه الى مكونات فردانية وضياع قيمة الجماعة العامة، وبهذا تبتكر المنظومة اسواقاً أخرى لاعادة امتصاص اكبر قدر ممكن من القيم الموزعة على الافراد وتعويضهم عن النقص الاجتماعي الذي اودت بهم فيه ممارسات المنظومة من الاساس. وإكتسابها نوع من المنعة ضد الفعل الجماعي الذي أصبح يواجه عقبات أكبر في نشأته من الأساس حيث أن الفردانية المنتشرة في المجتمع، وحالة الانطواء الجمعية والقلق الاجتماعي العام تشكلان عقبة نفسية في طريق أي فعل جماعي يحاول هدم المنظومة. وبذلك تكون الطبقة الوسطى قد قامت بدورها الأساس الذي إخترعتها من أجلها الرأسمالية، وهي حماية الرأسمالية من بطش الفقراء.

عن ثنائية الحب الفلسطيني والمقاومة.

لا يستطيع الفلسطيني التذكر إن كان قد مر عليه يوم في هذا التاريخ لم يكن محتلاً فيه، حيث أن توالي الإستعمارات المتعددة على هذه البقعة في الأرض كافٍ لمسح أي ذاكرة جمعية عن يوم تكون الحرية فيه تامة، وأصبح الفكر الجمعي يفاضل بين الإحتلالات المختلفة، والتي يتفق على أننا نقع اليوم تحت أسوأ احتلال منها، ونمتلك أسوأ قيادة شعبية في تاريخنا الفلسطيني. وحيث أن الإحتلال والظلم هو أمر راسخ في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، فقد نشأ هذا الإرتباط العاطفي مع كل من يقاوم هذا الظلم ويحاربه، نوع جديد وجميل من الحب.

عندما دخل أفراد منظمة التحرير إلى البلاد، بعد اتفاق اوسلو -سيء السمعة والصيت- خرج الشعب عن بكرة أبيه ليستقبل العائدون، كانوا مقاتليننا الذين رجعوا للبلاد، كنا نحبهم، جميعاً، نحبهم لأنهم قاتلوا، نحبهم لاعتقادنا الشعبي الجامع أنهم سيقاتلون هنا من أجلنا، كما قاتلوا هناك، لم نكن نعلم ما سيحصل، لم يكن مهما ما سيحصل لاحقا، المهم هو انه في تلك اللحظة، عندما كانوا مقاتلين عائدين الى البلاد، كنا نحبهم.

سنة 2000، عند اعلان الجيش الاسرائيلي انسحابه من جنوب لبنان، كل العيون كانت مثبتة في شاشات التلفاز، كان يبث على الهواء مباشرة، نقلاً عن احدى قنوات الاحتلال حيثيات الانسحاب من الجنوب، كنا نشاهدهم يهربون، يفجرون ما لا يستطيعون تفكيكه، يغادرون البلاد، كانت البلاد تشبه بلادنا، كان الجنوب فلسطين، وفلسطين كانت الجنوب، كنا نرى التحرير عبر شاشات العدو، وكنا نحب المقاتل الذي أخرجهم من البلاد.

الحب الذي يحمله الفلسطيني تجاه فعل المقاومة يظهر في كل شيء في حياته، في أغاني أفراحه، في لبسه اليومي، في العاب الأطفال وتصفيفة الشعر، في فترة الإنتفاضة انتشرت موضة البناطيل العسكرية، التي كانت غالبية الشباب -ذكوراً وإناثاً- ترتديها بالاضافة لقميص قطني -تي شيرت- بلون غامق عادة، مما يحاكي في مظهره لبس الغالبية العظمى من المقاتلين في المنطقة، كان المقاتل يسير بيننا، مكشوف الوجه معروف الإسم، ممتشقاً سلاحه، وكنا كلنا نراه كرب يتمشى بيننا، كنا نحبهم لإنهم يطلقون النار، كنا مغرمون بهم، نحاول أن نشبههم في كل شيء، وحين يستشهد أحدهم، كنا كلنا نبكيه، ونسير كلنا في الجنازة، لم يكن يهم من هو هذا الشهيد أو لأي فصيل ينتمي، كان شهيدنا كلنا، وكنا كلنا نحبه، كان نحن في رواية أخرى، لو أننا اكبر قليلاً أو لو أننا استطعنا الحصول على السلاح.

تمت صناعة اول صواريخ فلسطينية في غزة سنة 2001، ظهر وقتها صاروخ قسام واحد، كان صاروخا عبثياً -كما وصفه الكثيرون- لم يكن يجيد السباحة في الهواء، من غير الممكن توقع مكان سقوطه، يصفر بطريقة مضحكة، لكننا أحببناه، أحببنا من صنعه ومن أطلقه، أحببناه أكثر عندما تطور، اصبح يجيد السباحة الآن، كبر صاروخنا الصغير المتعثر، وكبر حبنا له ولكل من ساهم في صنعه وتطويره واطلاقه، لكننا نؤمن حتى اللحظة، أنه ينطلق نحو هدفه بفعل الحب الذي نحبه له، لم نتفق مع أفراد حركة حماس كثيرا في الواقع، كان زملائي المنتمين لها يتهموننا بالكفر والالحاد، وكنا نتهمهم بالتطرف والتزمت، لكن في النهاية كنا فلسطينيون، كنت احتمي في بيوتهم ويحتمون في بيوتنا، كل البيوت كانت بيتي، وبيتنا بيت للجميع، لأننا نحبهم ويحبوننا عندما نقاوم. 2005، خرج العدو من غزة، كنا نشاهد، 8 ايام من الرحيل المستمر للمستوطنين، انهم يهربون، يهربون حقاً، وفي نهاية الانسحاب كل القلوب كانت تدق مع مشاهد الاحتفالات في المستوطنات المحررة. التحرير يقترب أكثر هذه المرة، ونحن نحب المقاومة ونعشق غزة.

نعم، لقد غمرنا الحب في كل مرة كنا نرى أو نسمع عن استهداف للإحتلال، دبابات الميركافا المدمرة في جنوب لبنان، محاصرتهم في الشجاعية، صواريخنا تضرب حيفا، أو تل أبيب، استهداف ساعر خمسة، عمليات تبادل الأسرى، خطف الجنود، كل قذيفة هاون تدك الغلاف، في كل مرة كنا نقع في الحب، حب ليس يشبه أي حب آخر، حب عميق بين الفلسطيني، والنار، النار التي تحرق الأعداء كما احترقنا بها منذ ما يزيد عن المئة عام.

يتهمنا الكثير بالإنعزالية، يقولون لنا بأن الدم الفلسطيني ليس أثمن من باقي الدماء، أتفق معهم، ليس دمنا مميزاً عن دمكم، لكن لولا أن دمنا يسفك منذ مئة عام واكثر، لما سفك دمكم، الإحتلال هو السبب الرئيسي لكل ما يحدث في المنطقة، وفي حالتنا الفلسطينية، إننا نحارب من أجلكم جميعا، في الوقت الذي تحاربوننا وتحاربون أنفسكم فيه، ولهذا فإننا بكل بساطة، سنحب كل من يوجه السلاح الى العدو الحقيقي، الى الإحتلال، الإمبريالية، والرأسمالية العالمية، حيث أن كلها في المحصلة شيء واحد، هل يجب أن أتفق مع كل شيء يفعله المقاوم، لا ليس بالضرورة، في الواقع ولو استثنينا الاحتلال من الصورة، قد امتلك أسبابا لرفع السلاح ومواجهة حليف اليوم أكثر من الأسباب التي تجعلني أحبه، لكنني لا أستطيع استثناء الإحتلال من هذه الصورة، وبوجود الإحتلال، لا يوجد أي شيء في الكون يستطيع تفريقي عن من يقاومه، كائناً من كان، ولو كان الشيطان شخصياً، وعندما ينتهي، قد يختفي الحب، قد نعيد التخندق، وقد لا يكون أي شيء من هذا مهما في ذلك الوقت.

بكل بساطة الكون، لا يمكنك أن تكون فلسطينيا بدون أن يقفز قلبك من مكانه كطفل مع كل خبر عن كل عملية إستهداف لهذا الإحتلال، وبكل بساطة جدتي عندما تقول: “الله يحميهم ويعمي عنهم” وهي بكل سعادة الكون. جدتي هي الفلسطيني بحالته الطبيعية، بكل الحب الفطري لكل من يقاوم. الحب العابر لكل الايدولوجيات، كل العقائد والطوائف، كل السياسات والأحزاب، المتجاوز لكل الخلافات، الحب بصورته المجردة، ما بين مظلوم منذ الأزل، ومدافع عنه، بدون تحديد ولا تعريف، كل من قاوم، في كل موقف، في كل مكان، تحببه جداتنا، ونحن نحب من يحببن.